الحقيقة المؤلمة.. صلاح يقدّم أضعف موسم له منذ قدومه إلى ليفربول!

في عالم كرة القدم، حيث تتبدل الأحوال بسرعة البرق، قدّم النجم المصري محمد صلاح موسمًا استثنائيًا في 2024-2025 مع ليفربول، كان من بين الأفضل في مسيرته، بعدما توّج بلقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز وأفضل صانع ألعاب في البطولة.
ساهم صلاح في 47 هدفًا بجميع المسابقات (سجل 29 وصنع 18)، مؤكّدًا مكانته كأحد أعظم لاعبي الجيل الحديث.

لكن مع انطلاق موسم 2025-2026، تلاشت تلك الصورة المبهرة. فبعد سبع جولات فقط في البريميرليج، يمتلك صلاح هدفين فقط، أحدهما من ركلة جزاء، ولم يسجل أي هدف من اللعب المفتوح منذ المباراة الافتتاحية.
هذا الانخفاض الفردي يأتي ضمن حالة عامة من عدم الاستقرار الفني يعيشها الفريق تحت قيادة الهولندي أرني سلوت، حيث خسر ليفربول آخر 3 مباريات له أمام كريستال بالاس، جالاتا سراي، وتشيلسي، ما كشف عن هشاشة الأداء وأثار القلق بين جماهير النادي.

انخفاض واضح في أرقام محمد صلاح الفردية

اللمسات والتحركات داخل منطقة الجزاء

تشير الأرقام إلى أن صلاح بات أقل مشاركة في بناء اللعب، حيث انخفض معدل لمساته إلى 42.6 لمسة لكل 90 دقيقة، وهو الرقم الأدنى منذ انتقاله إلى ليفربول. كما تراجعت لمساته داخل منطقة الجزاء من 9.6 إلى 5.5، ما يعكس انخفاضًا في تمركزه الهجومي وتفاعله في المناطق الحاسمة.
هذا الانخفاض المزدوج يعني أن صلاح أصبح أقل تأثيرًا في الثلث الهجومي، سواء في صناعة الفرص أو في التهديد المباشر على المرمى.

المراوغات

انخفضت مراوغات صلاح بنسبة تتجاوز 50% مقارنة بالموسم الماضي، كما تراجعت نسبة نجاحه إلى 20% فقط — وهي الأدنى في تاريخه مع ليفربول.
هذا التراجع يعكس ضعفًا في قدرته على تجاوز المدافعين، سواء بسبب الرقابة المكثفة أو قلة الثقة في المواقف الفردية، مما أفقده جزءًا كبيرًا من خطورته المعتادة على الأطراف.

التهديد على المرمى

تراجع معدل تسديدات صلاح إلى 2.0 تسديدة فقط في المباراة، وهو أدنى معدل له منذ 2017. كما انخفض معدل الأهداف المتوقعة إلى 0.32 لكل 90 دقيقة، أي ما يقارب نصف معدله في الموسم السابق.
هذا الانخفاض الحاد يعكس تراجع جودة الفرص المتاحة له داخل منطقة الجزاء، ويؤكد تراجع تأثيره الهجومي بشكل عام.

المشكلة الأعمق: فعالية محمد صلاح أمام المرمى تتراجع

خلال آخر 24 مباراة خاضها صلاح، سدد 52 كرة وسجل فقط 4 أهداف من اللعب المفتوح، رغم أن مؤشر الأهداف المتوقعة بلغ 6.5. أي أن صلاح سجل أقل من المتوقع بـ 2.5 هدف.
هذا الفارق يُظهر أن المشكلة لم تعد فقط في صناعة الفرص، بل أيضًا في جودة اللمسة الأخيرة، حيث بات يسجل أقل من معدلاته المتوقعة لأول مرة منذ انضمامه إلى ليفربول.

تأثير غياب ألكسندر أرنولد

رحيل ترنت ألكسندر أرنولد إلى ريال مدريد الصيف الماضي ترك فراغًا واضحًا في منظومة ليفربول الهجومية، خصوصًا في الجبهة اليمنى التي شكل فيها الثنائي "صلاح – أرنولد" أحد أقوى الثنائيات في أوروبا.

في الموسم الماضي، كان أرنولد يمرر لصلاح بمتوسط 4.45 تمريرة كاسرة للخطوط في المباراة، وهو رقم ضخم يعكس التفاهم التكتيكي الكبير بينهما.
أما هذا الموسم، فيعتمد صلاح على دومينيك سوبوسلاي الذي مرر له 23 تمريرة فقط من هذا النوع، ما أدى إلى عزله هجوميًا وفقدانه الإمداد الذي اعتاد عليه.

أداء صلاح بوجود أرنولد وبدونه

غياب أرنولد لم يؤثر فقط على منظومة الفريق، بل انعكس بوضوح على أداء صلاح. فقد انخفض معدل أهدافه بنسبة 60%، وتسديداته بنسبة 34%، ووجوده داخل منطقة الجزاء بنسبة 31%.
تلك الأرقام تثبت أن شراكته مع أرنولد كانت ركيزة أساسية في إنتاجيته الهجومية، ومع غيابها، أصبح صلاح أقل خطورة وأقل فاعلية.

خلاصة

تراجع أرقام محمد صلاح لا يرتبط بعامل واحد، بل هو نتيجة تغيرات تكتيكية، وغياب أرنولد، وتراجع المنظومة الهجومية لليفربول.
لكن بالنظر إلى تاريخ صلاح، لا يمكن استبعاده من العودة القوية مجددًا، فهو لطالما أثبت قدرته على النهوض في أصعب اللحظات.